من بين النعم التى تفضل الله سبحانه وتعالى بها علينا بل من اجلها وأعظمها هي نعمة السمع , ونعمة الكلام , ونعمة البصر ، فسبحان الله السمع أول حاسه تؤدى وظيفتها في الدنيا , فالطفل ساعه الولادة يسمع , وهذا هو أول اتصال له بهذه الدنيا .... لذلك من السنه أن يؤذن في أذن المولود حين ولادته مباشرة حتى تكون كلمه التوحيد أول كلمه يسمعها .

     وعلى الرغم من أن نعمة السمع و الكلام تعتبر من أعظم النعم ، إلا أنها في نفس الوقت تعتبر نعمة خطيرة ، لان هذه النعمة قد تدخل صاحبها النار .... !!!! وهل يكب الناس على وجوههم الا حصاد السنتهم .... !!!!
جاء في القرآن الكريم ذكر السمع دائما متقدما على البصر والكلام إلا في بعض الآيات ، لأن السمع هو المتلقي الأول وبعد ذلك يأتي دور اللسان والتي بدورها تؤدي الوظيفة الثانية ، ولكن للأسف هناك من يستخدم هذه النعم العظيمة بطرق خاطئة , عن طريق الغيبة والنميمة والتجسس وهتك أعراض الناس , والكذب , وشهادة الزور , واللعن , والسب .... الخ .

     فسبحان الله , كيف للأذن التي يسن أن يؤذن فيها ساعة الولادة , واللسان التي تذكر الله سبحانه وتعالى ، أن تتحوال الى أداة معصية !! فعلينا اخي الطالب أن نحافظ على هذه النعم التى أنعم الله بها علينا , فمن منا يتخيل نفسه فاقدا لنعمة السمع ، فإن فقتدها فقد فقدت الحياة من حولك ، فتصبح بلا طعم ولا لون ولا رائحة كأنها صفحة سوداء وبيضاء فقدت جميع ألوانها فلم تعد مسرة للنفس وممتعة للروح ، لا يستطيع الحديث ، فهو لا يفقه كلام الآخرين ، فاقد للتعبير عن شعوره وأحاسيسه ، انقطع عن التفاعل مع أهله والناس فهو لا يسمعهم ولا يسمع نفسه ، والإنسان بطبعه لا يعي أهمية النعمة إلا إذا فقدها أو أخذ في التأمل والتفكر فيها ، ومن واجب شكر هذه النعمة الاستماع إلى أحسن القول والبعد عن الكلام البذئ والفاحش ، وكذلك الابتعاد عن مجالس اللهو التي يسود فيها الغيبة والنميمة والكذب وغيرها من الصفات التي تبعدنا عن مكارم الأخلاق ، ومن الفضائل التي يدعو إاليها الدين وهي من أدبيات الحوار " حسن الاستماع إلى الآخرين " ، حيث تجنبنا الوقوع في الخطأ ، وتقربنا من الطرف الآخر وتبدي له أهميته ومكانته عندنا ، فالسمع مسؤولية كما هو حال الكلام ، فاللهم بارك لنا في أعمارنا ومتعنا اللهم بأسماعنا و أبصارنا وقواتنا ابدا ما أبقيتنا .


.: وصلى الله وسلم على خير من تكلم وعلى آله وصحبه وسلم :.



edit post

إرسال تعليق